تحليل الأصباغ
يسمح التحليل الكيميائي للعينات الصغيرة بتحديد الأصباغ المختلفة والمواد اللاصقة التي تشكل الطبقة اللونية. وهذا ما يتيح في بعض الحالات إمكانية تحديد تاريخ اللوحة أو إثبات أصالتها.
المقطع الطبقي
تُجرى هذه العملية بالتزامن مع عملية تحليل الأصباغ، وتتيح لنا فهم بنية اللوحة فهماً أفضل. كما أنها تكشف ما طرأ على اللوحة من رسومات فوقية وحوادث وتشققات، وهي تُمكّن في بعض الأحيان حتى من تحديد بعض الأصباغ. إنّها أداة قيّمة للمرمّم حيال عملٍ صعبٍ على لوحة ثمينة.
نلاحظ على الصورة طبقة تحضيرية حمراء، نتبين مكوناتها الدقيقة من خلال التحليل. وتلك الطبقة مغطاة بطبقة تحضيرية مُصْفرَّة تحتوي على بعض الجزيئات من الأبيض الرصاصي و الأسود العاجي والمغرة الحمراء. وتتشكل الطبقة الأخيرة في المثال الأول من الأبيض الرصاصي مع كميات ضئيلة من الزنجفر واللازورد الطبيعي. ونرى في المثال الثاني صدع يمتد على طول الطبقة المتراصة، ونلاحظ طبقة من الأسود العاجي وقد أضيف إليها الأبيض الرصاصي وأكسيد الحديد الأحمر ذي حبيبات دقيقة جدا.
ويعتبر هذان المثالان من خصائص تقنيات المدرسة الهولندية في القرن السابع عشر، ما يسمح لنا إذن بتحديد تاريخ هذه اللوحة.
الفحص العلمي لعينات من الطلاء
عينات الطلاء مأخوذة من لوحة لأوتريلو (Utrillo)
تمت دراسة الطبقات تحت المجهر، بفضل مقطع طبقي-صوري في النور العادي وتحت تفولور بتأثير الأشعة فوق البنفسجية.
وتم تحليل الأصباغ والمواد اللاصقة من خلال وسائل فيزيائية وميكروكيميائية تحت المجهر.
العينة 1: الطلاء الأخضر.
وصف الطبقات ابتداءً من السند.
أ) تحضير الأبيض
- كربونات الكالسيوم،
- البروتينات (أصماغ)
- كميات صغيرة من الزيت (طبقات علوية على الأرجح).
ب) الطلاء الأخضر مع صباغ ذي حبيبات دقيقة. ومع طبقة ورنيش علوية، تبدو الطبقة في أماكن أخرى بلون الأخضر-الأزرق، أو أزرق فقط بسبب وجود الصباغ الأصفر بكميات كبيرة إلى حد ما.
- اللازوردي الاصطناعي،
- أزرق بروسيا،
- الأصفر الزنكي (كرومات الزنك)
- صبغة صفراء على أساس أكسيد الحديد شفاف (تيريدي سيين)؛
- الأسود الكربوني
- الأبيض الزنكي،
- كبريتات الباريوم،
- الزيت.
Echantillon I
Echantillon I sous fluorescence ulra-violette
العينة II: الطلاء الأحمر.
طبقة حمراء متوهجة بها شوائب من الصباغ الأبيض، وشظايا معدنية عديمة اللون، وأصباغ صفراء ذات حبيبات دقيقة. ويوجد، في قسم آخر من العينة، طلاء بنفسجي يحتوي على اللازوردي الاصطناعي، بالإضافة إلى صباغ أحمر.
- أحمر الكروم (كرومات الرصاص)
- ورنيش أحمر • كبريتات الباريوم،
- الأبيض الزنكي،
- زيت
Echantillon II
Echantillon II sous fluorescence ulra-violette
العينة III -1- الطلاء الأصفر-الأخضر
وصف الطبقات ابتداءً من السند.
أ) طبقة حمراء متوهجة، مع شوائب من الصباغ الأبيض. مماثلة للعينة II أ)
Voir II a)
ب) طبقة زرقاء-بنفسجية داكنة
- أحمر الكروم
- الورنيش الأحمر
- اللازوردي الاصطناعي،
- كبريتات الباريوم،
- الأبيض الزنكي،
- الزيت.
ج) طبقة صفراء-خضراء
- أزرق بروسيا،
- الأسود الكربوني،
- الأصفر الزنكي
- كبريتات الباريوم،
- الأبيض الزنكي،
- كربونات الكالسيوم،
- الزيت
Echantillon III/1
Echantillon III/1 sous fluorescence ulra-violette
العينة III – – 2 الطلاء الأرجواني
وصف الطبقات ابتداءً من السند.
أ) طبقة حمراء مماثلة للعينة II أ)
voir IIa)
ب) الطلاء الأزرق-الأرجواني الداكن، مع شظايا معدنية عديمة اللون، وأصباغ زرقاء، وحمراء، وصفراء، تتغير تدريجياً وتصبح أكثر اخضراراً نحو الجزء العلوي من طبقة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع تركيز الصباغ الأصفر.
- رق بروسيا،
- اللازوردي الاصطناعي،
- الأصفر الزنكي
- كبريتات الباريوم،
- الزيت.
Echantillon III/2
Echantillon III/2 sous fluorescence ulra-violette
العينة IV
وصف الطبقات ابتداءً من السند.
أ) طبقة شبه شفافة من اللون الأبيض المُصْفَرّ، تحتوي على جزيئات كبيرة من صبغة داكنة (أو سخام؟)
- كربونات الكالسيوم (طباشير)
- بروتينات (صمغ).
ب) طبقة بيضاء سميكة، تحتوي على أصباغ ذات حبيبات دقيقة سوداء وبيضاء. شظايا معدنية كبيرة عديمة اللون.
- لأزرق الزنكي،
- اللازوردي الاصطناعي،
- الأسود الكربوني،
- كبريتات الباريوم،
- الزيت.
Echantillon IV
Echantillon IV sous fluorescence ulra-violette
تحليل الأصباغ والمواد اللاصقة
Micro photo sous lumière visible
إن التحليل الفيزيائي والميكروكيميائي للمادة، انطلاقاً من العينات الصغيرة، يسمح بتحديد المواد المختلفة الموجودة، أي الأصباغ والمواد اللاصقة التي تشكل الطبقة اللونية. ويتم إجراء هذا التحليل أيضاً، حسب الحالات، عن طريق وسائل غير مدمرة أخرى، مثل التفلور بالأشعة السينية. ويسهم هذا التحليل في مسألة إثبات أصالة اللوحة. ذلك أن تحديد الصباغ أو المادة اللاصقة يربط العمل بلحظة تنفيذه الخاصة. وهذه العمليات تساعد على تحديد تاريخ العمل في زمنه المناسب، وتحديد العناصر الكيميائية التي تتألف منها الأصباغ والمواد اللاصقة التي عادة ما تكون من خصائص عصرها. إذ أننا نكتشف التزوير في أحياناً كثيرة من خلال البحث عن المفارقة التاريخية. وعلى العكس، فإن وجود أصباغ متوافقة مع زمن تنفيذ اللوحة من شأنه أن يعزز فرضية إنشائها في حقبة معينة.
Echantillon IV sous fluorescence ulra-violette
توجد جملة من الأساليب المختلفة التي تستخدم في ذلك، وقد يكون بعضها تكميلياً. ومن بين أكثر الأساليب شيوعاً في مجال الرسم، نذكر بعض الأمثلة فيما يلي: بالنسبة للتحليل الصباغي، يساعد التحليل المجهري بواسطة المجهر الالكتروني الماسح (M.E.B) للعينات على توفير ثلاث المعلومات. فتبين لنا المعلومة الأولى طوبوغرافيا العينة في شكل صورة تنتج عن الإلكترونات الثانوية (SE). وتعطينا الثانية “صورة” كيميائية للعينة في شكل صورة تنتج عن الإلكترونات المرتدة (ERD). وأخيراً، فإننا نحصل أيضاً على تحليل للعناصر ينتج عن تشتت طاقة الأشعة السينية (EDX) في شكل طيف. والهدف النهائي من كل هذا هو تحديد طبيعة الأصباغ والمواد المالئة التي تشكل عينة الطلاء المأخوذة من العمل.
وبعدها تأتي عملية التفلور بالأشعة السينية لتمثّل وسيلة أخرى من وسائل تحليل العناصر التي من شأنها أن تسمح بتحديد العناصر الكيميائية للأصباغ السطحية دون لمس العمل أو أخذ عينات منه، وذلك بفضل الأشعة السينية.
ويعتبر تحليل “رامان” الطيفي، للعّينات، وسيلة للتحليل البنيوي تسمح بتحديد المواد المستخدمة في الأعمال الفنية. ونستخدم هذا التحليل خاصة للتمييز بين أبيض التيتانيوم من نوع “أناتاس” وأبيض التيتانيوم من نوع “روتيل”، والذي قد ينطوي على فرقٍ في التأريخ قدره ثلاثون عاماً.
وأخيراً، فإننا نحدد المواد على غرار الورنيش والأصماغ والمواد اللاصقة عن طريق مطيافية الأشعة تحت الحمراء “بتحويل فورييه”، والتي تبيّن لنا السمات البنيوية للمواد وهويتها من خلال قياس شدة الأشعة تحت الحمراء التي تمتصها تلك المواد، ومقارنتها مع المواد المرجعية.